سبب امتناع الفيل عن هدم الكعبة

كتاب كراسة - آخر تحديث: 2022-9-25 11:58
سبب امتناع الفيل عن  هدم الكعبة  - كراسة

عناوين

سبب امتناع الفيل عن هدم الكعبة الكعبة المشرفة يضيء قلبنا برؤيتها وتبهتج الأفئدة شوقا للوقوف أمامها يال عظمة الكعبة وجمالها ومكانتها عند العرب والمسلمين ولقد مر من الاحداث العظيمة والآيات الربانية قبل البعثة النبوية

حدث مهم سبقت ميلاد حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وهي حادثة تعرضت لها الكعبة المشرفة اخبرنا الله نبأها وسجلت أحداثها في سورة قرانية في كتابنا العزيز ومن موقع كراسة اليوم نقدم لكم حادثة الفيل وامتناعه عن هدم

الكعبة فكونوا معنا .

قصة حادثة الفيل



أخبر الله تعالى في كتابه العزيز  { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول } .

حدثت هذه الواقعة في شهر المحرم قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين يوما تقريبا، وهو يوافق فبراير سنة 571م.

وسبب نزول هذه الايات كان ملك اليمن النجاشي له نائب يسمى أبرهة الحبشي (أبرهة الأشرم) لم يعجبه أن العرب يحجون إلى الكعبة ويعظمونها فأراد أن يصرف الناس عنها فبنى كنيسة كبيرة باليمن ليحج الناس إليها بدلاً من الكعبة

فلما سمع بذلك رجل من بني كنانة دخل الكنيسة ليلاً فبال وتغوط فيها فلما علم أبرهة  الحبشي بذلك سأل عن الفاعل، فقالوا له فعل هذا رجل من العرب من أهل البيت الذي تحج العرب إليه بمكة فغضب أبرهة الحبشي  وحلف

أن يذهب إلى مكة ليهدمها، فجهَّز جيشاً كبيرا، وقصد البيت العتيق يريد هدمه، وكان من ضمن دوابهم التي يركبون عليها الفيل الذي لا تعرفه العرب بأرضها فأصاب العرب خوفٌ شديد،ٌ ولم يجد أبرهة في طريقه إلا مقاومة يسيرة

من بعض القبائل العربية التي تعظم البيت، أما أهل مكة فقد تحصنوا في الجبال ولم يقاوموه. وأما قريش ففروا من أرض الحرم إلى رؤوس الجبال، يحتمون بها، ويترقبون ما الذي سيحل بأبرهة وقومه.

فلما أصبح أبرهة عبأ جيشه، وهيأَ فيله لدخول مكة ، فلما كان في وادي محسر-بين مزدلفة ومنى- برك الفيل، وامتنع عن التقدم نحو مكة، وكانوا إذا وجهوه إلى الجنوب أو الشمال أو الشرق انقاد لذلك، وإذا وجهوه للكعبة برك

وامتنع، وبينما هم على هذه الحال، إذ أرسل الله عليهم طيراً أبابيل -ومعنى أبابيل يتبع بعضها بعضاً مع كل طائر ثلاثة أحجار، حجر في منقاره وحجران في رجليه فلا تصيب منهم أحداً إلا تقطعت أعضاؤه وهلك.

أما أبرهة فقد أصابه الله بداء، تساقطت بسببه أنامله، فلم يصل إلى صنعاء إلا وهو مثل فرخ الحمام، وانصدع صدره عن قلبه فهلك شر هلكة. ففي هذه الحادثة عرف العالم بأسره مكانة هذا البيت وشرفه وانه هو البيت الذي

اختاره الله ليكون قبلة المسلمين .

سبب امتناع الفيل عن هدم الكعبة



كما ذكرنا سابقا أن أبرهة الأشرم كما ذكر ابن إسحاق لمَّا أصبح تهيأ لدخول مكة، وهيأ فِيله، وعبَّأ جيشه، وكان اسم الفيل محموداً، وأبرهة مُجْمعٌ لِهدم البيت، ثم الانصراف إلى اليمن، فلما وجَّهوا الفيل إلى مكة، أقبل نفيل بن حبيب

الخثعمي، حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأُذنه، فقال: ابْرُكْ محمودا، أو ارجع راشدا من حيث جئت فإنك في بلد الله الحرام، فَبَرَك الفيل.

وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل، وضربوا الفيل ليقوم فأبَى، فضربوا في رأسه بالفأس- ليقوم فأبَى، فأدخلوا مَحاجِن -عصا معوجة قد يوضع في طرفها حديد لهم في مَرَاقِّه أسفل بطنه فبزغوه بها أَدْمَوْهُ ليقوم فأبَى،

فوجَّهوه راجعا إلى اليمن فقام يهرول، ووجَّهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، ووجَّهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ووجَّهوه إلى مكة فبرك فأرسل الله عليهم طيراً من البحر أمثال الخطاطيف والبَلَسَان ضربان من الطير مع كل طائر منها

ثلاثة أحجار يحملها، حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أمثال الحُمّص والعدس، لا تُصيب منهم أحداً إلا هلك، وليس كلهم أصابت، وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاؤوا، ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن،

فقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته.

 وقد ورد في الأحاديث الصحيحة الإشارة إلى حبس الفيل عن مكة، فقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم: لمَّا أَظلَّ يوم الحُديبية على الثَّنية التي تهبط به على قريش بَرَكَتْ ناقتُه، فزجروها فألحت، فقالوا: خلأت القصواء - أي

حرنت - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخُلق، ولكن حبسها حابس الفيل».

قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر: هو أبرهة الحبشي الذي جاء يقصد خراب الكعبة، فحبس الله الفيل فلم يدخل الحرم، ورَدَّ رأسَه راجعا من حيث جاء، يعني أن الله تعالى حبس ناقة النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا وصل إلى

الحديبية فلم تتقدم ولم تدخل الحرم لأنه أراد أن يدخل مكة بالمسلمين.

وفي الصحيحين أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة: «إن الله حبس عن مكة الفيل، وسَلَّط عليها رسوله والمؤمنين، وإنه قد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، ألا فليبلغ الشاهد الغائب».

وكان عام الفيل عام ولادته صلى الله عليه وسلم وكان إهلاك أصحاب الفيل تشريفاً له صلى الله عليه وسلم ولبلده، قال الحافظ ابن كثير: «كان هذا من باب الإرهاص والتوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه في ذلك العام

وُلد على أشهر الأقوال، ولسان حال القدر يقول: لم ننصركم يا معشر قريش على الحبشة لخيرتكم عليهم، ولكن صيانة للبيت العتيق الذي سنشرفه ونعظمه ونوقره ببعثة النبي الأمي محمد صلوات الله وسلامه عليه خاتم الأنبياء.

وفي الختام نتعلم من قصة سبب منع الفيل لهدم الكعبة أن الامر كله بيد الله لأن الله بعظيم قدرته وكمال حكمته حبسه عن مكة لخطورة ما كان يستهدفه أصحاب الفيل من هدم بيت الله وتخريب ودمار . لذلك أرسل الله عليهم

طيرا ابابيل أهلكتهم ودمرتهم ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه الاقتراب من حرمات الله عز وجل .