اذكر امرين تميز بها سيدنا ادم عن ذريته

كتاب كراسة - آخر تحديث: 2022-9-25 17:56
اذكر امرين تميز بها سيدنا ادم عن ذريته - كراسة

عناوين

اذكر امرين تميز بها سيدنا ادم عن ذريته , أبو البشر سيدنا ادم عليه السلام خلقه الله ليمثل البشرية جمعاء أول نبي بعثه الله للأرض ليقيم عليها حدود الله وتطبيق شرائعه وذكر في كتاب الله عز وجل وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون إذا لنعلم

جميعا أنا خلقنا في هذه الدنيا لعبادة الله وحده لا شريك الله ولإقامة شرع الله كما علمنا أبونا ادم عليه السلام ومن موقع كراسة نقدم لكم اليوم ما تميز به سيدنا ادم عن ذريته فكونوا معنا .

اذكر امرين تميز بها سيدنا ادم عن ذريته



ميّز الله آدم عليه السلام عن الملائكة بأن الله علم آدم الاسماء كلها فلم يكن آدم عليه السلام رجل كهف يتواصل بالأصوات و الصراخ كما يتصور البعض الإنسان الأول , بل كان متعلما ومتحضرا , مربياً أبنائه البشر على طاعة الله و الإبتعاد عمّا

حرّم ربُّ العزّة وقد ميّز الله سيدنا آدم عن ذريته بأن كان طوله ستين ذراعاً و الأمر الآخر هو ما خصّه الله تعالى في طريقة خلقه بلا أب أو أم من طين كما سنشرح بالتفصيل فيما يلي.

خلق آدم عليه السّلام



أخبر الله تعالى الملائكة عليهم السلام، بأنه سيخلق في الأرض بشرا يخلف بعضهم بعضا، كما قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ

قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، فردّ الملائكة سائلين الله تعالى؛ استكشافاً واستعلاماً عن الحكمة من خلق آدم عليه السّلام، وليس اعتراضاً، ويدلّ قولهم أنّ لديهم إلهاماً وبصيرةً كشفت لهم فطرة هذا المخلوق، فتوقعوا أنّه سيفسد في

الأرض ويسفك الدماء، وخفيت عليهم حكمة الله تعالى من خلق آدم؛ حيث إنّهم رغم قربهم من الله تعالى وعبادتهم له، وتكريمه لهم، إلا أنّهم لا يشتركون معه في علمه، ولا يعلمون الغيب، ولا يعرفون حكمته الخافية، ثمّ أمر الله تعالى

الملائكة -عليهم السّلام- بالسجود للبشر الذي سيخلقه من طين وينفخ فيه من روحه حال تسويته، والسجود هنا سجود تكريمٍ لا سجود عبادةٍ، ثمّ أخذ الله تعالى من تربة الأرض الحمراء، والصفراء، والسوداء، والبيضاء -وذلك سبب اختلاف ألوان

البشر- ومزجها بالماء، فأصبحت صلصالاً من حمأ مسنونٍ، وكان كلّما مرّ إبليس على ذلك الطين تعجّب منه؛ بأن ماذا سيصبح؟! فخُلق من هذا الصلصال سيدنا آدم عليه السّلام؛ إذ إنّ الله تعالى سواه بيديه ونفخ فيه من روحه، فدبّت فيه الحياة،

وفتح عينيه، وتحرك جسده، ولمّا تمّ خلق آدم، سجد الملائكة كلّهم له كما أمرهم ربُّ العزة، إلا إبليس لم يسجد، فقال له الله تعالى:(قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)، فردّ إبليس على الله تعالى

بكلّ حسدٍ وكبر: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)، فحلّت لعنة الله تعالى على إبليس، وطرده من رحمته، كما قال تعالى: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ)، ثمّ طلب إبليس من الله تعالى فرصةً بعد أن تحوّل حسده لآدم -عليه

السّلام- حقداً، فاقتضت حكمة الله تعالى بإجابته بما جاء في قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ* إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ* قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ).

ذنب آدم عليه السلام



بعد أن خلق الله تعالى آدم -عليه السّلام- وأسكنه في الجنّة، شعر آدمُ بالوحشة؛ إذ لم يكن له زوجةٌ يسكن إليها، فنام نومةً، ولمّا استيقظ وجد امرأةً جالسةً عند رأسه، وقد خلقها الله تعالى من ضلعه، فعاش آدم وزجته في الجنّة حياةً رغيدةً ،

وجعل الله تعالى له محظوراً واحداً في مقابل مباحاتٍ كثيرة، حيث منعه من أكل ثمار شجرةٍ واحدةٍ فقط، وقال المفسّرون: هي الكرم، وقيل الحنطة، وقيل النخلة، وجاء في قوله تعالى: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ

شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)، وعاش آدم وزوجته في هناءٍ ورغدٍ من العيش ملتزمين بأمر الله تعالى، ولكنّ إبليس الذي أضمر الحقد على آدم عليه السّلام، أتى بصورة الناصح الأمين، ونصحه بأن يأكل من تلك الشجرة؛ ليكون

خالداً مع ملكٍ لا يبلى، وأقسم لآدم -عليه السّلام- على ذلك، واستمر بالوسوسة له؛ لينغّص عيشه ويسوقه إلى درب الهلاك والعصيان، فنسي آدم ما أمره الله تعالى به وأكل من ثمار الشجرة، فأوقعه الشيطان في التهلكة وأنزل رتبته من عليائها

وعزتها، وكان لباس آدم وزوجته من النور، فلما ارتكبا الخطيئة بالأكل من الشجرة، تعرّيا بسبب العصيان، وكان بالقرب منهما شجرة ، فأخذا يقطفان من ورقها ويستتران به، ثمّ أخرج الله تعالى آدم وزوجته من الجنّة؛ ليعيشا في الأرض دار العمل

والامتحان، وبقيا على هذه الحال حتى توفاهم الله تعالى.

وفي الختام أرجو أن تكونو قد استفدتم من مقال اذكر امرين تميز بها سيدنا ادم عن ذريته حيث ناقشنا الأمرين اللذان تميّز بها سيدنا آدم عن ذريته , خلق آدم عليه السّلام , ذنب آدم عليه السلام .