قصة عبد العزيز الهنداوي

كتاب كراسة - آخر تحديث: 2023-5-25 17:41
قصة عبد العزيز الهنداوي - كراسة

عناوين

كان عبد الهادي الهنداوي متزوجًا من امرأتين اثنتين الأولى اسمها زينب والثانية اسمها جميلة.

ولكن كان يحب زوجته الثانية كثيرًا فاق حبه لزوجته الأولى بشكل كبير وملحوظ.

وكلما مرت الايام، وزادت العشرة بينهم كلما زاد ولهًا، وعشقًا لها فكانت جميلة محبوبته وصديقته وزوجته الوفية الأقرب لقلبه….

ولكن ولسوء حظه لم يبقى الحال كما هو عليه فبينما كان هو في عمله المعتاد اتصل به أحد أقربائه ليخبره بالخبر الذي صدمه وأوقع به أرضًا


حيث جاء بالمكالمة:

“عبدالهادي جميلة بالمشفى وأخبرنا الطبيب بأنها مريضة جدًا وتحتضر”😢

انصدم عبد الهادي وترك عمله على الفور وذهب إلى المستشفى مسرعًا والدموع تملأ عينيه

فنظر إليها وهي هزيلة الحال فجميلة تغير حالها وهلكت صحتها فوقف أمامها مصدوم يخبأ دموع حزنه وألمه

وما لبثت قليلًا حتى بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة وهمست في أذنه أن يعدها بأن تبقى الأقرب لقلبه ويبقى على ذكرها وحبها طول عمره

فرد عليها وصوته يملأه البكاء والألم بأنه يعدها بذله فهي حبيبته وعشيقته التي لن ينسيه إياها الموت…

وافاضت روح جميلة إلى ربها 😢😢 وحزن عبدالهادي عليها حزنًا كبيرًا شعر كأن قلبه انتزع من صدره مع وفاتها وكيف لا وهي رفيقة دربه ومخزن أسراره ووسادة تعبه…

فأخذ وعد على نفسه أن يذهب كل يوم في الصباح الباكر لزيارة قبرها

ولكن وفي اليوم الثاني من دفنها ذهب مبكرًا جدًا مع طلوع الشمس، وجلس عند قبرها يشكو لها ألمه وما تركته من فراغ وألم له وعاد لبيته يجر نفسه ورأسه مليء بالذكريات معها…

وفي اليوم التالي ذهب لقبرها ولكن شاهد ما صدمه وأوقع بقلبه أرضًا……😱😱

إذ وجد جثتها خارج قبرها فهنالك من نبش قبرها 😱😱

وقف مذهول يتسائل فيه نفسه من الذي فعل هذا؟

ومن يجرؤ على أن يفعل بجثة جميلة هذا الفعل المشين؟

فبكى وغضب غضبًا شديدًا 😠

وقد أعاد دفنها ثانية وتوجه إلى قريته وقلبه يعتصر حزنًا وقهرًا…


وفي اليوم الثاني ذهب لزيارتها مجددًا

فلما وصل إلى قبرها وجده منبوش، وجثة زوجته مقطوعة الساق 😱

صدم مما رآه وبكى كثيرًا ثم اقسم على نفسه ليقتص من من فعل هذا

ويشرب من دمه وأن يأكل من كبده

وقرر أنه لن يغادر المقبرة حتى يكتشف من فعل فعلته هذه وينتفم منه أشد انتقام…

فأحضر سلاحه واختبأ بين الأشجار ينتظر قدوم من قام بفعلته السيئة..

ظل منتظرًا لساعات طوال وعيونه لا تبرح عن قبر محبوبته ولو للحظة

مرت الساعة تلو الساعة وعبد الهادي ينتظر وهو متعب ومرهق…

حتي دقة الساعة الثانية بعد منتصف الليل…

وحينها رأى خيال امرأة تقترب شيئًا فشيء

وهنا كانت صدمته الكبرى……………

فقد كانت زوجته الأولى تحمل عدة الحفر وتقترب من قبر جميلة

ركض نحوها مسرعًا..

وقال لها:

-ماذا تفعلين هنا يا زينب؟

تلبكت زينب ولم تعلم ماذا تقول إلّا أنها تماسكت وأخبرته:


-أريد أن أزور قبر جميلة فقد اشتقت لها.

رد عليها:

-في هذا الساعة من الليل؟ وما هذا الذي تحملينه في يديك؟

هنا علمت زينب أن الكذب لم يعد ينفع وقررت أن تخبره الحقيقة.

-قالت نعم أكذب، أنا من فعل كل هذا بها انا التي أخرجتها لتأكلها الثعالب والذئاب.

قال لها لماذا ؟ ماذا فعلت لك جميلة لتستحق منك هذا؟ هل قصرت فى حقك يومًا ؟

قالت زينب:

رأيتك تحبها أكثر منى وتهملنى سمعت وعدك لها وهي على فراش الموت، فلم تعدل بيننا ولو ليوم ولقد امرك الله بالعدل


فقال لها زوجها عبد الهادي:

لقد عدلت بينكم وانت من اوصلني الى ذلك، انا احبها اكثر. وسأفعل بك ما كنت ستفعلينه بها.

وأطلق عليها النار وترك جثتها مرمية أرضًا لتأكلها الذئاب والثعالب.

وبعد مرور أشهر أكتشفت الجريمة وانتهب بإعدام عبد الهادي الذي كان يقول قبل إعدامه أنه سعيد لأنه سيموت ويجتمع بجميلة مجددًا.